ما رأت والدَ الجوادِ أخاها


لهفَ نفسي لِبنتِ «موسي» سقاها الدَّهرُ كأساً فزادَ مِنهُ بلاها

فارَقَت والداً شفيقاً عَطوفاً حارَبَت عَينُها عليهِ كراها

اودَعَتهُ قَعرَ السجونِ اُناسٌ انكَرتْ رَبَّها الذي قد بَراها

و إلي أن قضي سَميماً فراحَتْ تُثكِلُ النّاسَ في شديدِ بُكاها

و أتي بعدَهُ فُراقُ أخيها حينَ في «مَروَ» اسكنَتهُ عِداها

كُلُّ يومٍ يَمُرُّ، كان عليها مثلَ عامٍ فاَسْرَعتْ في سُراها

أقبلَت تقطَعُ الطريقَ اشتياقاً لأخيها الرَّضا و حامي حِماها

ثمَّ لمَّا بها الظَعينَةُ وافَت أرض قمٍّ و ذاكَ كانَ مُناها

قامَ «موسي»(1) لها بحُسنِ صَنيعٍ إذ ولاء الرِّضا أخيها ولاها

نَزلَت بيتَهُ فقامَ بما اسطاعَ مِن خدمةٍ لها أسداها

ما مَضَت غيرَ بُرهَةٍ من زمانٍ فاعتراها مِن الاسي ما اعتراها

و الي جَنبِهِ سِقامٌ أذابَ الجسمَ منها و ثقلُهُ أظناها

فَقَضَتنَحْبَها غريبةَ دارٍ بَعدَ ما قَطَّعَ الفراقُ حشاها

أطبَقَت جفنها إلي الموت لكنْ ما رَأتْ والدَ الجوادِ أخاها(2)

پاورقي





1) موسي بن خزرج الاشعري هو كبير قومه في قم حينذاك.

2) سيدة عشّ آل محمدعليهم السلام، صص 133-134.

الشيخ محمد سعيد المنصوري