باب الحوائج
هلَّلَ الشِّعرُ في المديحِ و كبَّر ملأالكونَ بالثناء المعَطَّرْ
طفَحَتْ موجةُ الشعورِ انطلاقاً مِن صَميم الولاء أصلاً و مَصدَرْ
فبِذِكر الإلهِ يَشدو لساني كُلَّ آنٍ أقولُ اللهُ اكبرْ
وَ بِطه وفاطمٍ و عليٍ و بآلِ النبي مازلتُ الفخَرْ
ولهم في الحياةِ أخلَصتُ حُبّي و بنورِ الولاء قلبي تَنَوَّرْ
ما تَصوَّرتُ في الوجودِ سِواهم عظماء فَلم ولن أتصوَّرْ
فازدَهَت كلُّ بقعةٍ من بقاع الأرضِ فيهم و مجدُهم ليس ينكرْ
طَيْبَة طابَ اسمها و ثراها و بمثوي محمّدٍ هي تَزهَرْ
و قبورُ البقيعِ تَنفَحُ طيباً إنّها أطيبُ البقاعِ و أطهَرْ
فبقَبرِ الزَّهراء و الحسن السَّبطِ و زَينِ العبادِ خَيرٌ مُوَفَّرْ
و كذا باقرُ العلومِ يَليهِ صادقُ القولِ و الصدوقُ المقدَّرْ
ثم أُمُّ البنين بنت حزامٍ إسمها خالدٌ ليوم المحشرْ
وَاسَت الطُّهرَ فاطمٍ ببنيها و الوَفا شأنُها و أحري و أجدَرْ
فَلِدينِ الإسلامِ دونَ حسينٍ قد تفانَوا و قاتلوا شَرَّ عَسكَرْ
جاهدوا كالأسود حتي أُبيدوا و فَدَوا دينَهم بقَطعِ المنحَرْ
ذِكرهُم مفخرٌ إلي كل جيلٍ و مثالُ الفخار في كلّ محضَرْ
فسلامٌ و ألفُ ألفُ سلام لك يا بقعةَ البقيعِ و أكثَرْ
و الغَريُّ أزدهي بمثوي عليّ ٍ قامِعُ الشّركِ قالِعٌ بابَ خَيبرْ
نجفٌ أشرَفٌ إذا قيل حَقّا إنّه أشرَفُ البلاد و أشهَرْ
يتباهي بآدمٍ و بنوحٍ و بهودٍ و صالح بَعدَ حَيدرْ
هو حامي الجوار حيّاً و مَيْتاً و غداً في المعادِ ساقي الكوثرٌ
قُدِّسَت كربلا بمثوي حسينٍ و الشهيدينِ أكبر ثمّ أصغَرْ
كربلا زادها الحسينُ فخاراً بأخيهِ العباس شبلِ الغضَنفَرٌ
حبيبٌ نَجلُ المظاهرِ أضحي للتفادي و للوفا خيرَ مَظهَرْ
و قبورُ الاننصارِ ضَمَّت ثراها شهداء ثاروا علي الظُّلمِ و الشَّرْ
و بقَبرين للجوادَين طابَت أرضُ بغدادَ طِيب مسكٍ و عَنبَره
و ازدهَت سُرَّ مَن رأي و تسامَتْ واعتزازاً بالعسكريين تَفخَرْ
و بمثوي المولي الرَّضا أرض طوسٍ قد تعالَت مجداً علي البَحر و البَرْ
وَ لتُباهي بفاطمٍ أرضُ قُم و لها الفخر و الثناء المكرَّرْ
أصبحت جَنَّةَ الحياةِ و تُدعي عُشَّ آلِ الرّسول في الدَّهرِ تُذكَرْ
حوزةُ العلمِ في حِماها تَجَلَّت بالأساطينِ و المراجعِ تَزخَرْ
قبرُها صارَ موئلاً و ملاذاً و بها كلّ مُعسِرٍ يتيسرَّْ
و الكراماتُ لا تُعَدُّ و تُحصي و بها صَفوُ كلِّ عَيشٍ مُكدَّرْ
كأبيها بابِ الحوائجِ تُقضي عندَها كلُّ حاجةٍ تتعسَّرْ
عَمُّها المجتبي إمامٌ كريمٌ و عَطاياها لا تُحدُّ و تُحصَرْ
و هي تُدعَي كريمة دونَ شكٍ و علي فَضلِها الكريمةُ تُشكَرْ
و اسمُها شاعَ في الأنامِ بفَخرٍ و لها يُنظَمُ المديحُ و يُنثَرْ
شأنها قد سمي جلالاً و قدراً و اجتباها الاله من عالم الذّرْ
وَ حَبَاها حِلْماً و قَلْباً صبوراً و جميلَ العُقبي لمَن قد تَصبَّرْ
شأنُها شأنُ فاطمٍ بنت طه فهيَ كالنور واضحٌ ليسَ يُنكَرْ
فَبذي قِعدةٍ بأوّل يومٍ وُلدَت و البشيرُ صاحَ و بَشَّرْ
هي أُختُ الرّضا علي بن موسي و أبوها الإمام موسي بن جعفرْ(1)
پاورقي
1) سيدة عش آل محمدصلي الله عليه وآله، ابوالحسن هاشمي، قم، مؤلف، 1416ه.ق. ص 129-132.
الشيخ محمد باقر الايرواني